تتضمن حياتنا اليومية العديد من الأنشطة التي تعتمد على قوة عظامنا مثل المشي، والجلوس، واللعب مع أطفالنا، وحتى مصافحة الأيدي وعناق أحبائنا، ولكن ماذا لو أصبحت عظامنا ضعيفة لدرجة أنها قد تتهشم وتنكسر بمجرد تعرضها لرضّات بسيطة؟ هذا هو التحدي الذي يواجهه المرضى المصابين بهشاشة العظام.
يقوم جسم الإنسان بترميم وتجديد خلاياه بشكل دوري من خلال عملية (الهدم والترميم) في الجسم، كما يقوم الجسم بترميم العظام من خلال إنتاج نسيج عظمي جديد يستبدل النسيج القديم، وبالتالي تحافظ العظام على قوتها، ولكن في بعض الحالات يتوقف الجسم عن تجديد النسيج العظمي فتصبح العظام ضعيفة وسهلة الكسر، وتُدعى هذه الحالة بهشاشة العظام.
يصعب تشخيص هشاشة العظام في مراحلها الأولى، وغالبًا ما يتم تشخيص المريض بعد إصابته بكسر، لذا غالبًا ما يُطلق على هشاشة العظام بالمرض الصامت لعدم وجود أعراض معينة له؛ ولكن قد تظهر هذه الأعراض في بعض الحالات المرضية وهي:
يظن العديد من الناس أن مرض هشاشة العظام ظهر نتيجة تغيّر طبيعة حياة الإنسان وتطوّرها، ولكن في الواقع يعود مرض هشاشة العظام إلى آلاف السنين الماضية، حيث اكتشف طب التشريح وجود بعض أعراض هشاشة العظام في مومياء مصرية يفوق عمرها ٤ آلاف سنة، وبالرغم من قِدَم المرض إلا أنه لم يتم اكتشافه طبيًا حتى عام ١٨٠٠ الميلادي من قبل الجراح البريطاني جون هنتر (John Hunter).
مرض هشاشة العظام لا يمكن أن يتسبب بوفاة المريض من أعراض المرض، ولكن قد يعرض المريض إلى خطر الإصابة بأعراض أشد خطورة نتيجة كسر عظام حساسة مثل عظمة الورك، حيث ترتبط كسور عظم الورك (Hip Fractures) بزيادة معدل الوفيات بنسبة 15-20٪ في غضون عام واحد بعد حدوث الكسر، لهذا يُطلق عليه “كسر الموت” خاصةً وأن 20 إلى 05٪ من مرضى كسر الورك يحتاجون إلى رعاية منزلية طويلة الأمد، ويعانون من تراجع بجودة ونمط حياتهم، ويصبحون أكثر عرضة للإصابة بالعزلة الاجتماعية، والاكتئاب، وفقدان الثقة بالنفس.
قد تتسبب هشاشة العظام بانطباق فقرات العمود الفقري لدى بعض المرضى مما ينقص من طول الشخص بشكل ملحوظ مقارنةً بذروة طوله، فيكون هذا النقص الدليل الأول الذي يلاحظه الشخص قبل حصول الكسور لديه.
إن كنت ترعى شخصًا كبيرًا بالسن يعاني من هشاشة العظام، أو يعد عرضة للإصابة بها احرص على اتخاذ الإجراءات التالية: